تواجه تونس أزمة حادة في قطاع زيت الزيتون، حيث شهدت الأسعار انخفاضًا ملحوظًا أثار استياءً واسعًا بين الفلاحين الذين يواجهون تحديات متزايدة مع بدء موسم جني الزيتون.
وصل سعر كيلوغرام زيت الزيتون في معاصر الزيت إلى 8 دينار فقط، مع توقعات بتراجعه أكثر، ما دفع العديد من الفلاحين إلى التعبير عن غضبهم، خصوصًا في مناطق مثل القيروان. ففي معتمدية حاجب العيون، نظم الفلاحون احتجاجات شملت غلق الطريق الوطنية وإشعال العجلات المطاطية، معبرين عن استيائهم من الأسعار التي اعتبروها غير عادلة ولا تتناسب مع تكاليف الإنتاج المرتفعة، خاصة مع الزيادة الكبيرة في أسعار اليد العاملة.
وفي نفس السياق، توقفت العديد من معاصر الزيتون عن استقبال المحاصيل بسبب نقص السيولة المالية، ما أدى إلى تراكم كميات كبيرة من الزيتون دون معالجتها، وهو ما زاد من تعقيد الأزمة وأثر على الدورة الاقتصادية للموسم. ورغم محاولات الحكومة لاحتواء الوضع من خلال تصريحاتها المستمرة وإجراءات عاجلة مثل تدخل الديوان الوطني للزيت لشراء كميات من الزيت وتوفير برامج تخزين مدعمة، فإن الاحتقان بين الفلاحين لا يزال مستمرًا، وسط توقعات بمزيد من الاحتجاجات إذا استمر تراجع الأسعار.
من جانبه، دعا الرئيس قيس سعيد إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان استدامة الإنتاج وحماية هذا القطاع الحيوي، مطالبًا باتخاذ قرارات أكثر جرأة وشمولية لإنقاذ الموسم.